ليلة الإسراء والمعراج

[size=25]بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

قال الله تبارك وتعال:سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ ليلاً من المسجدِ
الحرامِ إلى المسجِد الأقصى الذي باركنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ من

ءاياتِنَا إنّهُ هوَ السميع البصير {سورة الإسراء /1 }

معجزة الإسراء ثابتةٌ بنص القرءان والحديث الصحيح ، فيجب الإيمان بأن الله أسرى بالنبي ليلاً من مكة المكرمة إلى

المسجد الأقصى ، وقد أجمع أهل الحق من سلف وخلف ومحدثين ومتكلمين ومفسرين وعلماء وفقهاء على أنّ الإسراء

كان بالجسد والروح .

لقد وقع الإسراء والمعراج فيما بين السنة العاشرة والحادية عشر من البعثة,وهي الفترة التي يئس فيها رسول الله {صلى

الله عليه وسلم } من إيمان قريش,فذهب إلى ثقيف فردته أقبحَ رد, فعادَ مكلومَ الفؤاد واهن القوة, يتضرع إلى الله

ويستعينه, ويشكو إليه مايلاقي من صدود الناس عنه وسُخرهم به وجرأتهم عليه ,فلعله كان من تطمين الله له ومن رحمته

به أن هيأ له هذه الرحلة الملكوتية ,ليطمئن قلبه, وليعلم أنه بعين الله دائماًأبداً , وأنَ الله لن يتخلى عنه ولن يخلفه ما

وعده من النصر, وإن تراكمت أمامه العقبات , واحلَولَكت حوله الظلمات , لقد كان الإسراء رحلة مُباركة في الأرض, بينَ

المسجد الحرام الذي بناهُ إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام, والمسجد الأقصى الذي بناهُ داوود وسُليمان عليهما

السلام,وهما البيتان اللذان باركهُما الله تعالى وباركَ ماحولهُما , فكانا مقر عبادة الله وتوحيده , وكانا مهبط الوحي على

رسُله وأنبيائه, وقد مر{َصلى الله عليه وسلم } في رحلته هذه بالبقعة المباركة التي كلمَ الله فيها موسى عليه السلام, وهي

طور سيناء فصلى بها ركعتين ,ثمَ وصلَ إلى بيت المقدس فوجدَ فيه إبراهيمَ وموسى وعيسى عليهم السلام في حشد من

الأنبياء والرسل , فصلى بهم جميعاً, ثمَ عُرِجَ به إلى السماء, فرأى من آياتِ ربه الكُبرى ماشاء الله أن يرى. قال الله تعالى:

{سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً منَ المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنُرَيهُ من آياتنا إنهُ هوَ السميع

البصير}سورة الإسراء {1} وفي حضرة القدس الأعلى فرضت عليه الصلاة, ثمَ عادَ{صلى الله عليه وسلم }إلى مكة فأخبر

بما كان من أمره في تلك الليلة المُباركة, فكذبته قريش وارتدا كثير ممن كان أسلم,وذهب بعضهم إلى أبي بكر يخبرهُ, فقالَ

أبو بكر:{والله لئن كانَ قالهُ لقد صدقَ,فما يعجبكم من ذلك,فوالله إنه ليخبرني أنَ الخيرَ ليأتيه من السماء إلى الأرض في

ساعة من ليل أو نهار فأُصدقه,فهذا أبعد مما تعجبون به} ولايزال الناس إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله أن يكون,يخوضون

في شأن {الإسراء والمعراج}فمنهم من يؤمن به ومنهم من لايؤمن.

جزاكي الله خيرا

جزاكِ الله خيرا اخيتي

sunny

..